وفي الذكر اكثر من مائة فائدة
احداها انه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره
الثانية انه يرضي الرحمن عز وجل
الثالثة انه يزيل الهم والغم عن القلب
الرابعة انه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط
الخامسة انه يقوي القلب والبدن
السادسة انه ينور الوجه والقلب
السابعة انه يجلب الرزق
الثامنة انه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة
التاسعة انه يورثه المحبة التي هي روح الاسلام وقطب رحى الدين
العاشرة انه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الاحسان فيعبد الله كانه يراه ولا سبيل للغافل عن الذكر الى مقام الاحسان كما لا سبيل للقاعد الى الوصول الى البيت
الحادية عشرة انه يورثه الانابة وهي الرجوع الى الله عز وجل فمتى اكثر الرجوع اليه بذكره اورثه ذلك رجوعه بقلبه اليه في كل احواله فيبقى الله عز وجل مفزعه وملجأه وملاذه ومعاذه وقبلة قلبه ومهربه عند النوازل والبلايا
الثانية عشرة انه يورثه القرب منه فعلى قدر ذكره لله عز وجل يكون قربه منه وعلى قدر غفلته يكون بعده منه
الثالثة عشرة انه يفتح له بابا عظيما من ابواب المعرفة وكلما اكثر من الذكر ازداد من المعرفة
الرابعة عشرة انه يورث الهيبة لربه عز وجل واجلاله لشدة استيلائه على قلبه وحضوره مع الله تعالى بخلاف الغافل فان حجاب الهيبة رقيق في قلبه
الخامسة عشرة انه يورثه ذكر الله تعالى له
السادسة عشرة انه يورث حياة القلب
السابعة عشرة انه قوت القلب والروح فاذا فقده العبد صار بمنزلة الجسم اذا حيل بينه وبين قوته
الثامنة عشرة انه يورث جلاء القلب من صداه كما تقدم في الحديث وكل صدا وصدا القلب الغفلة والهوى وجلاؤه الذكر والتوبة والاستغفار وقد تقدم هذا المعنى
التاسعة عشرة انه يحط الخطايا ويذهبها فانه من اعظم الحسنات والحسنات يذهبن السيئات
العشرون انه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى فان الغافل بينه وبين الله عز وجل وحشه لا تزول الا بالذكر
الحادية والعشرون ان ما يذكر به العبد ربه عز وجل من جلاله وتسبيحه وتحميده يذكر بصاحبه عند الشدة فقد روي الامام احمد في المسند
الثانية والعشرون ان العبد اذا تعرف الى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشدة
الثالثة والعشرون انه ينجي من عذاب الله تعالى
الرابعة والعشرون انه سبب تنزيل السكينة وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة بالذاكر كما اخبر به النبي
الخامسة والعشرون انه سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل فان العبد لا بد له من ان يتكلم فإن لم يتكلم بذكر الله تعالى وذكر اوامره تكلم بهذه المحرمات او بعضها ولا سبيل الى السلامة منها البتة الا بذكر الله تعالى والمشاهدة والتجربة شاهدان بذلك فمن عود لسانه ذكر الله صان لسانه عن الباطل واللغو ومن يبس لسانه عن ذكر الله تعالى ترطب بكل باطل ولغو وفحش ولا حول ولا قوة الا بالله
السادسة والعشرون ان مجالس الذكر مجالس الملائكة ومجالس اللغو والغفلة ومجالس الشياطين فليتخير العبد اعجبهما اليه وأولاهما به فهو مع اهله في الدنيا والاخرة
السابعة والعشرون انه يسعد الذاكر بذكره ويسعد به جليسه وهذا هو المبارك اين ما كان والغافل واللاغي يشقى بلغوه وغفلته ويشقى به مجالسه
الثامنة والعشرون انه يؤمن العبد من الحسرة يوم القيامة فان كل مجلس لا يذكر العبد فيه ربه تعالى كان عليه حسرة وترة يوم القيامة
التاسعة والعشرون انه مع البكاء في الخلوة سبب لاظلال الله تعالى العبد يوم الحر الاكبر في ظل عرشه والناس في حر الشمس قد صهرتهم في الموقف وهذا الذاكر مستظل بظل عرش الرحمن عز وجل
الثلاثون ان الاشتغال به سبب لعطاء الله للذاكر افضل ما يعطي السائلين ففي الحديث عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله
قال سبحانه وتعالى من شغله ذكري عن مسالتي اعطيته افضل ما اعطي السائلين
الحادية والثلاثون انه ايسر العبادات وهو من اجلها وافضلها فان حركة اللسان اخف حركات الجوارح وايسرها ولو تحرك عضو من الانسان في اليوم والليلة بقدر حركة لسانه لشق عليه غاية المشقة بل لا يمكنه ذلك
الثانية والثلاثون انه غراس الجنة فقد روي الترمذي في جامعه من حديث عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله لقيت ليلة اسري بي
الثالثة والثلاثون ان العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب على غيره من الاعمال
الرابعة والثلاثون ان دوام ذكر الرب تبارك وتعالى يوجب الامان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه ومعاده فان نسان الرب سبحانه وتعالى يوجب نسيان نفسه ومصالحها
الخامسة والثلاثون ان الذكر يسير العبد هو في فراشه وفيسوقه وفي حال صحته وسقمه وفي حال نعيمه ولذته وليس شئ يعم الاقات والاحوال مثله
السادسة والثلاثون ان الذكر نور للذاكر في الدنيا ونور له في قبره ونور له في معاده يسعى بين يديه على الصراط فما استنارت القلوب والقبوربمثل ذكر الله تعالى
السابعة والثلاثون ان الذكر راس الاصول وطريق عامة الطائفة ومنشور الولاية فمن فتح له فيه فقد فتح له باب الدخول على الله عز وجل فليتطهر وليدخل على ربه عز وجل يجد عنده كل ما يريد فان وجد ربه عز وجل وجد كل شئ وان فاته ربه عز وجل فاته كل شئ
الثامنة والثلاثون في القلب خلة وفاقة لا يسدها شئ البته الا ذكر الله عز وجل فإذا صار شعار القلب بحيث يكون هو الذاكر بطريق الاصالة
التاسعة والثلاثون ان الذكر يجمع المتفرق و يفرق المجتمع ويقرب البعيد ويبعد القريب فيجمع ما تفرق على العبد من قلبه وارادته وهمومه وعزومه والعذاب كل العذاب في تفرقتها وتشتتها عليه وانفراطها له والحياة والنعيم في اجتماع قلبه وهمه وعزمه وارادته ويفرق ما اجتمع عليه من الهموم والغموم والاحزان والحسرات على فوت حظوظه ومطالبه ويفرق أيضا ما اجتمع عليه من ذنوبه وخطاياه واوزاره حتى تتساقط عنه وتتلاشى وتضمحل ويفرق ايضا ما اجتمع على حربه من جند الشيطان فان ابليس لا يزال يبعث له سرية وكلما كان اقوى طلبا لله سبحانه وتعالى وامثل تعلقا به وارادة له كانت السرية اكثف واكثر واعظم شوكة بحسب ما عند العبد من مواد الخير والارادة ولا سبيل الى تفريق هذا الجمع الا بدوام الذكر
واما تقريبه البعيد فانه يقرب اليه الاخرة التي يبعدها منه الشيطان والامل فلا يزال يلهج بالذكر حتى كانه قد دخلها وحضرها فحينئذ تصغر في عينه الدنيا وتعظم في قلبه الاخرة ويبعد القريب اليه وهي الدنيا التي هي ادنى اليه من الاخرة فان الاخرة متى قربت من قلبه بعدت منه الدنيا كلما قربت منه هذه مرحلة بعدت منه هذه مرحلة ولا سبيل الى هذا الا بدوام الذكر
الاربعون ان الذكر ينبه القلب من نومه ويوقظه من سنته والقلب اذا كان نائما فاتته الارباح والمتاجر وكان الغالب عليه الخسران فادا استيقظ وعلم ما فاته في نومته شد المئزر واحيا بقية عمره واستدرك ما فاته ولا تحصل يقظته الا بالذكر فان الغفلة نوم ثقيل
الحادية والاربعون ان الذكر شجرة تثمر المعارف والاحوال التي شمر اليها السالكون فلا سبيل الى نيل ثمارها الا من شجرة الذكر وكلما عظمتتلك الشجرة ورسخ اصلها كان اعظم لثمرتها فالذكر يثمر المقامات كلها من اليقظة الى التوحيد وهو اصل كل مقام
الثانية والاربعون ان الذاكر قريب من مذكوره ومذكوره معه وهذه المعية معية خاصة غير معية العلم والاحاطة العامة فهي معية بالقرب والولاية والمحبة والنصرة والتوفيق
الثالثة والاربعون ان الذكر يعدل عتق الرقاب ونفقة الاموال والحمل على الخيل فى سبيل الله عز وجل ويعدل الضرب بالسيف فى سبيل الله عز وجل
الرابعة والاربعون ان الذكر راس الشكر فما شكر الله تعالى من لم يذكره
الخامسة والاربعون ان اكرم الخلق على الله تعالى من المتقين من لا يزال لسانه رطبا بذكره
السادسة والاربعون ان في القلب قسوة لا يذيبها الا ذكر الله تعالى فينبغي للعبد ان يداوي قسوة قلبه بذكر الله تعالى
السابعة والاربعون ان الذكر شفاء القلب ودواؤه والغفلة مرضه فالقلوب مريضة وشفاؤها ودواؤها في ذكر الله تعالى
الثامنة والاربعون ان الذكر اصل موالاة الله عز وجل وراسها والغفلة اصل معاداته وراسها
التاسعة والاربعون انه ما استجلبت نعم الله عز وجل واستدفعت نقمه بمثل ذكر الله تعالى فالذكر جلاب للنعم دافع للنقم
الخمسون ان الذكر يوجب صلاة الله عز وجل وملائكته على الذاكر ومن صلى الله تعالى عليه وملائكته فقد افلح كل الفلاح وفاز كل الفوز
الحادية والخمسون ان من شاء الله ان يسكن رياض الجنة فى الدنيا وغيره
الثانية والخمسون ان مجالس الذكر مجالس الملائكة فليس من مجالس الدنيا لهم مجلس الا مجلس يذكر الله تعالى فيه
الثالثة والخمسون ان الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته
الرابعة والخمسون ان مدمن الذكر يدخل الجنة وهويضحك
الخامسةو الخمسون ان جميع الاعمال انما شرعت اقامة لذكر الله تعالى والمقصود بها تحصيل ذكر الله تعالى
السادسة والخمسون ان افضل اهل كل عمل اكثرهم فيه ذكرا لله عز وجل فافضل الصوام اكثرهم ذكرا لله عز وجل في صومهم وافضل المتصدقين اكثرهم ذكرا لله عز وجل وافصل الحاج اكثرهم ذكرا لله عز وجل وهكذا سائر الاحوال
السابعة والخمسون ان ادامته تنوب عن التطوعات وتقوم مقامها سواء كانت بدنية او مالية
الثامنة والخمسون ان ذكر الله عز وجل من اكبر العون على طاعته فانه يحببها الى العبد ويسهلها عليه ويلذذها له ويجعل قرة عينه فيها ونعيمه وسروره بها بحيث لا يجد لها من الكلفة والمشقة والثقل ما يجد الغافل والتجربة شاهدة بذلك يوضحه
التاسعة والخمسون ان ذكر الله عز وجل يسهل الصعب وييسر العسير ويخفف المشاق فما ذكر الله عز وجل على صعب الا هان ولا على عسير الا تيسر ولا مشقة الا خفت ولا شدة الا زالت ولا كربه الا انفرجت فذكر الله تعالى هو الفرج بعد الشدة واليسر بعد العسر والفرج بعد الغم والهم يوضحه
الستون ان ذكر الله عز وجل يذهب عن القلب مخاوفه كلها وله تاثير عجيب في حصول الامن فليس للخائف الذي قد اشتد خوفه انفع من ذكر الله عز وجل اذ بحسب ذكره يجد الامن ويزول خوفه حتى كان المخاوف التي يجدها امان له والغافل خائف مع امنه حتى كان ما هو فيه من الامن كله
الحادية والستون ان الذكر يعطي الذاكر قوة حتى انه ليفعل مع الذكر مالم يظن فعله بدونه
الثانية والستون ان عمال الاخرة كلهم في مضمار السباق والذاكرون هم اسبقهم في ذلك المضمار ولكن القترة والغبار يمنع من رؤية سبقهم فاذا انجلى الغبار وانكشف راهم الناس
الثالثة والستون ان الذكر سبب لتصديق الرب عز وجل عبده فانه اخبر عن الله تعالى باوصاف كماله و نعوت جلاله فاذا اخبر بها العبد صدقه ربه ومن صدقه الله تعالى لم يحشر مع الكاذبين ورجى له ان يحشر مع الصادقين
الرابعة والستون ان دور الجنة تبنى بالذكر فاذا امسك الذاكر عن الذكر امسكت الملائكة عن البناء
الخامسة والستون ان الذكر سد بين العبد وبين جهنم فاذا كانت له الى جهنم طريق من عمل من الاعمال كان الذكر سدا في تلك الطريق فاذا كان ذكرا دائما كاملا كان سدا محكما لا منفذ فيه والا فبحسبه
السادسة والستون ان الملائكة تستغفر للذاكر كما تستغفر للتائب
السابعة والستون ان الجبال والقفار تتباهى وتستبشر بمن يذكر الله عز وجل عليها
الثامنة والستون ان كثرة ذكر الله عز وجل امان من النفاق فان المنافقين قليلو الذكر لله عز وجل قال الله عز وجل في المنافقين ولا يذكرون الله الا قليلا
التاسعة والستون ان للذكر من بين الاعمال لذة لا يشبهها شئ فلو لم يكن للعبد من ثوابه الا اللذة الحاصلة للذاكر والنعيم الذي يحصل لقلبه لكفي به ولهذا سميت مجالس الذكر رياض الجنة
السبعون انه يكسو الوجه نضرة في الدنيا ونورا في الاخرة فالذاكرون انضر الناس وجوها في الدنيا وانورهم في الاخرة
الحادية والسبعون ان في دوام الذكر في الطريق والبيت والحضر والسفر والبقاع تكثيرا لشهود العبد يوم القيامة فان البقعة والدار والجبل والارض تشهد للذاكر يوم القيامة
الثانية والسبعون ان في الاشتغال بالذكراشتغالا عن الكلام الباطل من الغيبة واللغو ومدح الناس وذمهم وغير ذلك فان اللسان لا يسكت البتة فاما لسان ذاكر واما لسان لاغ ولا بد من احدهما فهي النفس ان لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل وهو القلب ان لم تسكنه محبة الله عز وجل سكنه محبة المخلوقين ولا بد وهو اللسان ان لم تشغله بالذكر شغلك باللغو وما هو عليك ولا بد فاختر لنفسك احدى الخطتين وانزلها في احدى المنزلتين