الفارس الغامض مشرف
عدد المساهمات : 214 تاريخ التسجيل : 23/02/2010
| موضوع: وجهة نظر فى التسويف الثلاثاء 30 مارس 2010, 18:03 | |
| قمة التسويف
لم يسبق لمؤتمرات القمة العربية، منذ بداية انتظامها فى اجتماعات دورية سنوية اعتبارا من عام ٢٠٠٠، أن قررت عقد أى مؤتمر طارئ أو استثنائى لبحث أى قضية، رغم كثرة ما مرّ بالعالم العربى من أزمات خلال تلك الفترة، استدعى بعضها عقد مجموعة قمم استثنائية وليس قمة واحدة. فحتى الحرب الإسرائيلية الهمجية على قطاع غزة فى ديسمبر عام ٢٠٠٨، التى استمرت ما يقرب من خمسة أسابيع، لم يجد فيها الزعماء العرب مبرراً كافياً يستدعى عقد قمة استثنائية.
ولأنه كثيرا ما توجه لمؤتمرات القمة العربية انتقادات حادة، بسبب عدم خضوع قراراتها، التى تظل دوما مجرد حبر على ورق، لأى نوع من المتابعة أو المساءلة، فمن الطبيعى أن يبدو قرار عقد قمة استثنائية فى شهر سبتمبر المقبل لمتابعة تنفيذ ما تم اتخاذه فى مؤتمر سرت من قرارات بمثابة تطور مهم يؤذن ببدء مرحلة جديدة من العمل العربى المشترك تتسم بقدر أكبر من الجدية.
غير أن هذا الانطباع لا يبدو مقنعاً ولا يشكل سوى جزء ضئيل ظاهر من جبل ثلج كبير تبدو كتلته الحقيقية غاطسة فى الأعماق. ولأنه لا يوجد فى كل ما اتخذه مؤتمر قمة سرت من قرارات ما يستحق عقد مؤتمر استثنائى بعد ستة أشهر من الآن، فمن المشروع أن نتساءل عن المغزى الحقيقى لهذا القرار الذى لا يخرج، فى تقديرى، عن حرص القادة العرب على منح الولايات المتحدة مهلة زمنية جديدة لممارسة «ضغوط» على إسرائيل ينتظرونها منذ سنوات طويلة، والأرجح أنها لن تأتى أبدا.
ويؤكد هذا القرار، مرة أخرى، أن القادة العرب لم يعودوا يملكون بدائل حقيقية للتعامل مع الصلف الإسرائيلى بعد أن وضعوا بيضهم كله فى السلة الأمريكية. والأرجح أنهم باعوا بيضهم كله للولايات المتحدة منذ زمن بعيد، ولم يعودوا بقادرين على استرداده ولا حتى على شراء بيض جديد باتوا فى أمس الحاجة إليه!.
نحن إذن أمام حلقة جديدة من مسلسل الهروب العربى الكبير إلى الأمام، بدأ منذ انطلاق «عملية التسوية»، أو حالة جديدة من حالات خداع النفس الذى أصبح الزعماء العرب أكثر صناع القرار فى العالم إجادة له. فالزيادة المالية التى قررها هؤلاء الزعماء لن تنقذ القدس من براثن الاستيطان اليهودى، والمهلة الجديدة الممنوحة للولايات المتحدة لن تسفر عن وقف هذا الاستيطان.
ولأنه لا يوجد ما يوحى بأن الدول العربية قد استمعت جيدا لصرخة عمرو موسى بتوقع فشل وانهيار العملية السياسية برمتها، مما يفرض عليها بلورة خطط بديلة لمواجهة الصلف الإسرائيلى، فالأرجح ألا تؤدى مهلة الأشهر الستة الجديدة الممنوحة للولايات المتحدة إلا إلى شىء واحد وهو المزيد من تهويد المدينة المقدسة!.
ويبدو واضحا من الطريقة البيروقراطية التى تعاملت بها قمة سرت مع اقتراح عمرو موسى بلورة رؤية استراتيجية للتعامل مع الجوار العربى، تقوم على استبعاد إسرائيل، أن القمة العربية تمضى قدما فى طريقها المعتاد لقتل كل مبادرة خلاقة، بالتظاهر بتنفيذها! | |
|
جاسمين مديرة الموقع
عدد المساهمات : 3005 تاريخ التسجيل : 02/02/2010
| موضوع: رد: وجهة نظر فى التسويف الثلاثاء 30 مارس 2010, 18:11 | |
| | |
|