منتدى بستان الحب
فعل الخيرات من أسباب النجاة من الفتن Untitl10
منتدى بستان الحب
فعل الخيرات من أسباب النجاة من الفتن Untitl10
منتدى بستان الحب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  شات  الفوتوشوب  دخولدخول  



 

 فعل الخيرات من أسباب النجاة من الفتن

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
❤ღريماسღ❤
-
-
❤ღريماسღ❤


فعل الخيرات من أسباب النجاة من الفتن Anm1600d2945e7b53be
فعل الخيرات من أسباب النجاة من الفتن 27276737
مصر
انثى عدد المساهمات : 36
تاريخ التسجيل : 13/12/2010

فعل الخيرات من أسباب النجاة من الفتن Empty
مُساهمةموضوع: فعل الخيرات من أسباب النجاة من الفتن   فعل الخيرات من أسباب النجاة من الفتن Emptyالسبت 25 ديسمبر 2010, 10:03

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




( فعل
الخيرات من أسباب النجاة من الفتن ) لفضيلة الشيخ عثمان بن عبد الله
السالمي حفظه الله وهي محاضرة مفرغة ضمن اللقاءات السلفية القطرية







الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول الله الكريم وعلى آله وسلم تسليماً كثيرا أشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وبعد ..

قال الله عز وجل في كتابه الكريم {
وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ
خَآصَّةً } { وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ
وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }
فمن اتقاء الفتن العمل
بكتاب الله وبسنة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إنها سبب عظيم في
النجاة من المحن ومن الزلل ومن عواصف الفتن التي يعيشها الناس في هذه
الأزمان بل النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ذات يوم تقول أم سلمة :
استيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم -ذات ليلة فزعاً يقول :" سبحان الله
ماذا أنزل الله من الخزائن وماذا أنزل من الفتن ؟ أيقظوا صواحب الحجرات
يصلين رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة " (1)
رواه الإمام البخاري والترمذي وغيرهما فالنبي - صلى الله عليه وسلم - (
كلمة غير مفهومة ) هذه الخزائن التي تفتح على الناس ( قيل هي الخزائن بمعنى
الفتن وقيل الخزائن بمعنى الأموال ) إذا فتحت على الناس الأموال والأرزاق
إنها سبب لاختلافهم وسبب في شغلهم عما ينفعهم إلا من رحم الله سبحانه
وتعالى ولهذا أيضاً عطف فقال : وماذا أنزل من الفتن ؟ الظاهر أنهما مختلفان
النبي - صلى الله عليه وسلم - حث أهله وبدأ بمن يعولهم أن يقوموا للصلاة ،
صلاة الليل الدعاء الإستغفار خاصة في الليل ينكسر العبد أكثر من النهار في
صلاته لخلوه وبعده عن الناس كذلك الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا في
الثلث الأخير فيقول هل من سائل فأعطيه ؟ هل من داعٍ فأستجيب له ؟ هل من
مستغفر فأغفر له ؟ متفق عليه .

ففي الليل تصعد
العبادات إلى الله سبحانه وتعالى عند ذلك يتقبل ممن يشاء سبحانه وتعالى هذه
الطاعات خاصة إذا كانت من مخلص ، كانت هذه العبادة موافقة لهدي النبي -
صلى الله عليه وسلم - الله عز وجل لا يخيب العاملين الذي يريد في هذه المحن
أن يفزع إلى الله عز وجل بالدعاء والإستغفار وذلك أيضاً بالصلاة والنوافل
الله عز وجل بعث نبينا - صلى الله عليه وسلم - على أشد حال وكذلك أصحابه
كانوا في مكة في محن وشدائد عظيمة وربنا سبحانه وتعالى أمرهم بالعبادة فقال
{ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا
قَلِيلاً نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ
وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً
ثَقِيلاً * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ
قِيلاً * إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً * وَاذْكُرِ اسْمَ
رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً }
فهذه من الأمور التي
تعين العبد على تحمل الأثقال والمصائب وعلى الأمور العظيمة ، العبادة وقيام
الليل والدعاء والإستغفار سبب كبير وعظيم في النجاة من هذه الأمور الصعبة ،
فلهذا أمر الله نبيه والمؤمنين أن يقيموا الليل ولهذا يقول ابن عباس كذلك
جاء عن عائشة رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام سنة مع
أصحابه قريباً من قيام رمضان ثم نزل آخر السورة فيها التخفيف عن هذا الوجوب
فنسخت قبلها وبقي قيام الليل مستحبا ، وكذلك يقول النبي - صلى الله عليه
وسلم - فيمن كان قبلنا كان إذا حزبهم أمر فزعوا إلى الصلاة فها هو جريج
عليه السلام كان رجلاً صالحاً فجاءته أمه تدعوه فوافقت أنه يصلي فقال اللهم
ربي أمي وصلاتي فأخذ في صلاته ولم يجب أمه فقالت له يا جريج أجبني أنا أمك
فإذا هو يصلي قال اللهم صلاتي وأمي فأقبل على صلاته فقالت اللهم لا تمته
حتى تريه وجوه المومسات أي الزانيات ، تذاكر بنو إسرائيل ذات يوم جريجاً
وعبادته فحسدوه فقالت امرأة بغي أنا له فجاءت المرأة إلى باب صومعته فدقت
عليه الباب فخرج فإذا بالمرأة فقال ما تريدين ؟ قالت أريد كذا وكذا فأغلق
الباب وتركها ثم رجع إلى صلاته وعبادته فذهبت إلى راعي غنم فأمكنته من
نفسها ثم حملت فولدت فقيل لها من أين لك هذا ؟ قالت من جريج العابد فجاء
الناس بالمساحي فأسقطوا صومعته فقال ما لكم عند أن رآهم يكسرون الصومعة
بالمساحي فقالوا زنيت بهذه فقال : سبحان الله لم أفعل قال : دعوني أصلي
ركعتين فصلى ركعتين ثم قام إلى الغلام فطعن في خاصرته في أصبعه ثم قال : يا
غلام من أبوك ؟ قال : أبي راعي الغنم فقالوا إذاً نبني لك صومعتك من ذهب
وفضة ؟ فقال لا ردوا لي صومعتي من الطين فردوها كما كانت . الحديث متفق
عليه فانظر إلى هذه العبادة العظيمة كانت سبباً في الفرج ، كثرة صلاته
الأولى ثم أيضاً صلاته الركعتين كانت نافعة له وهكذا أيضاً يونس -عليه
الصلاة والسلام - النبي لما غاضب قومه فتركهم فكان من الله عز وجل أن ألقاه
في البحر ، ركب السفينة فلما توسطوا البحر ثقلت السفينة ووقفت فقالوا
نستهم من يُرمى به في البحر فلما استهموا وقع السهم على نبي الله يونس عليه
السلام فعند ذلكم خرج السهم عليه فألقي في البحر فالتقمه الحوت فمكث في
الحوت ما شاء الله أن يمكث فقال رب إني ظلمت نفسي فقال لا إله إلا أنت
سبحانك إني كنت من الظالمين قال الله عز وجل { فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ } وقال في الآية الأخرى : {
وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ
الْمَشْحُونِ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ فَالْتَقَمَهُ
الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ
لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }
، فانظروا هذه
العبادة تنفع صاحبها حين الشدائد والمصائب فإنه لما كان من المسبحين وكان
من الذين يخشون الله عز وجل في الرخاء وهكذا أيضاً ذكر الله في حالة الشدة
فاعترف وقال لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجاب الله دعوته
ووعد أيضاً أنه يستجيب للمؤمنين بقوله ( وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ) فلا
ينبغي للشخص أن يقنط من رحمة الله وفضله وإذا عظمت عليه الأمور وضاقت عليه
الأحوال فلا ييأس من رحمة الله سبحانه وتعالى ، فعلى المسلم أن يلجأ إلى
الله في حالة الشدائد وفي حالة الرخاء وهذه المصائب التي قد تقع على العباد
أو بعض العباد سواء كانت فتن أو كانت محن من قبل أعداء الدين أو كانت فيما
بين المسلمين أو كانت شدائد أخرى فالشخص لا يقنط من رحمة الله عز وجل عليه
بالأعمال الصالحات فربنا جل وعلا يقول { ومَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً } وقال {
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ
إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ
بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ } { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ }
الحياة
السعيدة والحياة الطيبة هي بالإستجابة لله ولرسول الله - صلى الله عليه
وعلى آله وسلم - ولذلك الفرج والمخرج يأتي من قبل الله عز وجل بسبب الطاعات
وكذلك يحصل للعبد طمأنية في النفس ويرزقه الله جل وعلا يقيناً في قلبه
وهكذا يرزقه الصبر على البلاء وبسبب الطاعات من صلاة أو زكاة أو صيام أو بر
أو إحسان أو تسبيح أو ذكر لا شك أن هذا سبب عظيم في نصر الله للعبد على
نفسه وشيطانه والنصر كذلك على العدو وهي سبب عظيم أيضاً في دفع الشرور
الآتية من قبل أعداء الدين وهي سبب في الأمن قال الله عز وجل {
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن
قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ
وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا
يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً }
قوله { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } إيمان بالله تحقيق الإيمان ، تحقيق التوحيد إخلاص العمل لله عز وجل سبب كبير وعظيم في الأمن { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ }
فبسبب تحقيق الإيمان والأعمال الصالحات كما سمعت سبب أن الله عز وجل يؤمن
العبد في بيته ويكون آمناً في وطنه فيدفع عنه شر عدوه ولهذا النبي - صلى
الله عليه وعلى آله وسلم - أول ما نزل المدينة تكالب عليه الأعداء من هنا
وهناك فعند ذلك كان الصحابة يبيتون في سلاح ويقومون في سلاحهم ويصلون في
سلاحهم فقال بعضهم يا رسول الله هل سنأمن في يوم أم سنبقى هكذا ؟ فلم يجبه
النبي - صلى الله عليه وسلم - فنزلت هذه الآية ، لهذا لم يمت رسول الله
-صلى الله عليه وسلم - إلا وقد أقر الله عينيه بفتح جزيرة العرب ثم اختار
الله له ما عنده من الفضل والكرامة ثم بعد ذلك استُخلف بعده أبو بكر وشرع
في قتال أهل الردة حتى أخمدهم الله ورجع من رجع إلى الإسلام ثم بعد ذلك شرع
يفتح فارس والروم فاختار الله له ما عنده ثم جاء عمر ففتح الله عليه فارس
والروم وجاء بعده كذلك عثمان فكمل كثيراً من البلاد وفتح الله عليهم
أرزاقاً كثيرة فبدل ما كانوا فقراء أغناهم الله وبدل ما كانوا خائفين أمنهم
الله فالأمة المحمدية مرحومة وأمة مباركة ، على أهلها أن يرجعوا دينهم وأن
يتمسكوا بسنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم -ففيها الخير والفلاح فقد قال
-عليه الصلاة والسلام - :" من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي
وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عظوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات
الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار " فهذا هو
طريق السعادة والفلاح والنبي - صلى الله عليه وسلم - أيضاً يقول :" إذا
تبايعتم بالعينة واتبعتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع سلط الله عليكم ذلاً لا
ينزعه حتى تراجعوا دينكم " أي لن يرفع عن هذه الأمة الذل والمهانة وهكذا
يدفع الله شرور الفتن عن المؤمنين إلا إذا راجعوا دينهم وتمسكوا بهدي النبي
- صلى الله عليه وسلم - وعملوا بالقرآن الكريم ولهذا يقول -عليه الصلاة
والسلام - :" يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها
قالوا : أمن قلة نحن يا رسول الله ؟ قال : أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء
السيل " رواه الطبراني وغيره عن ثوبان .



فعلى المؤمنين إذا
أرادوا أن يدفع الله عنهم البلايا والمحن وأن ( غير مفهومة ) عليهم أرزاقهم
وأن يبارك لهم في أموالهم وأولادهم فعليهم بتقوى الله عز وجل والإستمساك
بالهدي النبوي قال الله عز وجل أيضا { إِن تَمْسَسْكُمْ
حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن
تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ
بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }
هذا بسبب الصبر على البلاء والصبر على
الدين والمحافظة على الدين وإقامة تقوى الله سبحانه وتعالى والتقوى هي
العمل بما أوجب الله عز وجل علينا واجتناب ما حرم علينا والعمل بالمستحبات
بقدر المستطاع واجتناب المكروهات فهذه هي التقوى فإذا قام بها المسلمون
سلمكم الله ،فالله عز وجل قادر أن ينعم عليهم نعماً ظاهرة وباطنة منها دفع
الشرور ومنها دفع المحن والزلازل وهكذا أيضاً ( كلمة غير مفهومة ) الأرزاق
قال الله عز وجل { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى
آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ
وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
}
فالتقوى سبب عظيم من أسباب الرزق ومن أسباب الفرج قال سبحانه وتعالى أيضاً { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ }
أي يجعل له مخرجاً مما يحصل له من ( غير مفهومة ) والمحن وأيضاً يرزقه من
حيث لا يحتسب الرزق الحلال الطيب السهل كما رزق الصحابة رضي الله عنهم في
آخر الأمر وهكذا غيرهم من التابعين والعلماء والصالحين وغيرهم حتى وإن كانت
مثلاً في يد العبد قلة من المال فقد يعوضه غنى النفس كما قال -عليه الصلاة
والسلام - :" ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس " ويقول أيضاً
سبحانه وتعالى ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً )
فييسر الله لك الأمر الذي قد يعسر عليك ويكشف عنك الكرب التي قد تكون
سبباً في ضيق النفوس وهكذا الدعاء من أعظم أسباب الفرج كما قال النبي - صلى
الله عليه وعلى آله وسلم - دعاء الكرب " لا إله إلا الله العظيم الحليم لا
إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب
العرش الكريم " متفق عليه عن ابن عباس .



فهذا التهليل والتعظيم والتمجيد للمولى سبحانه وتعالى سبب عظيم في كشف الكربات وكشف ما يحصل بالصدور من الضيق والله يقول عز وجل { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ } ويقول سبحانه وتعالى {
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ
الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي
لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }
ويقول سبحانه وتعالى ( إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ) فعلينا بالإحسان وعلينا بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى وهو سبحانه وتعالى يكشف الضر ويدفع السوء بسبب الدعاء { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ } وهكذا علينا بالتوكل والإعتماد على الله سبحانه وتعالى وهو سبب عظيم وكبير في كشف الكربات ودفع البلايا قال الله عز وجل {
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ
فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ
الْوَكِيلُ }
أي حسبنا الله يكفينا الله شر الأشرار وشر كيد
الكافرين ونعم الوكيل أي الله عز وجل نعم المولى ونعم النصير ، ونعم الوكيل
لمن وكله واعتمد عليه سبحانه وفوض أمره إليه جل وعلا وهكذا ، وانظر إلى
قصة إبراهيم عليه السلام حين كاد به قومه وألقوه في النار ، بسبب الدعاء
والتوكل على الله فرج الله عنه كما قال ابن عباس : حسبنا الله ونعم الوكيل
قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار قالها محمد حين قال له الناس
يوم أحد : { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ
النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً
وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ
مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ
اللّهِ }
وهذه القصة في البخاري فالنبي - صلى الله عليه وسلم - لما
أخبر أن قريشاً سترجع لقتاله يوم أحد وكذلك الصحابة لما سمعوا ذلك لم
يرتعدوا ولم يجبنوا بل اعتمدوا على الله وقالوا سيكفينا الله هؤلاء فقالوا
حسبنا الله ونعم الوكيل فالمسلمون بحاجة إلى الاعتماد على الله وها هو موسى
عليه السلام لما لحقه فرعون وجنده على بني إسرائيل فأرادوا أن يهلكوهم قال
الله عز وجل { فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ }
أي سيدركنا العدو ويهلكنا فالعدو من خلفنا والبحر من أمامنا فموسى عليه
السلام لثقته بالله واعتماده وتصديق وعده بالنصر لم يحزن ولم يكترث بل قال
إن الله سيهدين فموسى عليه السلام بثقته بالله قال لقومه : { قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }
هذا بثقة عظيمة ولم يكن عنده خبر أن الله سيفلق له البحر وإنما وعده
بالفرج وعده بالمخرج فما أن قرب العدو قليلاً إلا يأمر الله موسى عليه
السلام أن يضرب بعصاه البحر فضرب بعصاه البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود
العظيم فصار كل فرق كالطود العظيم ففرج الله عن بني إسرائيل وصار البحر
طريقاً يبساً ليس فيه طين ولا ( غير مفهومة ) فما أن مر موسى وبنو إسرائيل
حتى خرجوا لحقهم فرعون ودخل البحر وهو على حاله فما أن توسطوا البحر إلا
أغرق الله فرعون وجنده فنصر الله موسى وقومه فهذا من فضل التوكل على الله
عز وجل والاعتماد عليه وهي آية لموسى عليه السلام آية عظيمة ودليل واضح على
نبوته وصدقه وهكذا الذي يتمسك بشرع الله ويعتمد على الله عز وجل فلا يضيعه
الله { إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ }
أي معهم بنصره وحفظه وتأييده سبحانه وهو معهم أيضاً بعلمه ومع الآخرين
أيضاً بعلمه وإحاطته سبحانه فالمؤمنون والمتقون الله عز وجل معهم بنصره
وتأييده فهي معية خاصة وإن كان فوق عرشه جل وعلا لكنه مع المؤمنين بنصره
وتأييده وحفظه فعلينا بتقوى الله عز وجل والإستقامة وهكذا أيضاً العبادة
لها فضل كبير في وقت المحن . روى الإمام مسلم في صحيحه عن معقل بن يسار رضي
الله تعالى عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " العبادة في الهرج
كهجرة إلي " قال النووي : العبادة وقت الهرج أي الفتن عندها ووقتها شغل
الناس بها والإبتعاد عن العبادة ولا يتفرغ للعبادة إلا القليل والأفراط أو
كما قال رحمه الله تعالى .



فهكذا ينبغي للمسلمين
أن يهتموا بطاعة ربهم وأن يتركوا اللهو واللعب الذي شغلهم عن كثير من
العبادات والمستحبات وهكذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهكذا الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر سبب عظيم في دفع المحن وكشف الضر فروى الإمام
البخاري ومسلم عن النعمان ابن بشير رضي الله عنه أنه قال عليه الصلاة
والسلام :" مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على
سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا
مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا فلا نؤذي من فوقنا
فقال - صلى الله عليه وسلم - :" فلو تركوهم وما أرادوا لهلكوا وهلكوا جميعا
ولو أخذوا على أيديهم لنجوا ونجوا جميعا " متفق عليه .



فالأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر ممن يحسن ذلك فهو دفع للشرور وحفظ للبلد ، فالتعاون على الخير
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب عظيم لنجاة العباد من المحن وقد نجى
الله بني إسرائيل الذين كانوا يصطادون يوم السبت نجاهم الله عز وجل يوم
السبت نجاهم الله عز وجل وأهلك الآخرين الذين وقعوا في الفتنة والمحنة
والمعصية ، فنحن بحاجة ماسة معاشر المسلمين أن نقبل على الله وأن نكثر من
قراءة القرآن وأن نكثر من العلم والتعليم وأيضاً نعتمد على الله كما سمعتم
ونتوكل عليه ونخلص الأعمال لله جل وعلا ونتابع النبي - صلى الله عليه وسلم -
في أقواله وأفعاله وأن نكون أيضاً خلف العلماء الربانيين علماء السنة
الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ولا يرشدون الناس إلا إلى الحق
فهذا أيضاً سبب عظيم في النجاة من الفتن قال المولى سبحانه وتعالى {
وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ
وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ
لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ }
قال بعض المفسرين
في الشوكاني وغيره : أولوا الأمر هم العلماء والحكام لأنهم يعرفون القضايا
على وجهها الحقيقي فإذا جاءت أي مشكلة فينبغي أن ترد إلى العلماء والحكام
العقلاء فهذا سبب كفيل في الفرج وسبب عظيم في النجاة من الفتن فنسأل الله
سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجنبنا وإياكم المحن والفتن
وأن يلهمنا رشدنا وأن يدفع عنا وعن بلاد الإسلام كيد الكائدين ومكر
الماكرين وأن يتوفانا وإياكم مسلمين إنه جواد كريم والحمد لله رب العالمين
وصل اللهم على نبينا محمد وآله وشكر الله لإخواننا الذين يتصلون بنا من قطر
الشيخ إبراهيم ومن معه جزاهم الله خيرا على ما يقومون به من نشر الدعوة
ونشر العلم فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك لهم في أموالهم وأهليهم إنه
جواد كريم والحمد لله رب العالمين وصل اللهم على نبينا محمد وآله والله
أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خوخه فلسطين
.
.
خوخه فلسطين


فعل الخيرات من أسباب النجاة من الفتن 2299fcd1a5
فعل الخيرات من أسباب النجاة من الفتن 27276737

فعل الخيرات من أسباب النجاة من الفتن (31)

فعل الخيرات من أسباب النجاة من الفتن 88640024
فلسطين 1
انثى عدد المساهمات : 1660
تاريخ التسجيل : 07/06/2010

فعل الخيرات من أسباب النجاة من الفتن Empty
مُساهمةموضوع: رد: فعل الخيرات من أسباب النجاة من الفتن   فعل الخيرات من أسباب النجاة من الفتن Emptyالسبت 25 ديسمبر 2010, 10:32

فعل الخيرات من أسباب النجاة من الفتن 468273_01246364331
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
راجية رضى الله
-
-
راجية رضى الله


فعل الخيرات من أسباب النجاة من الفتن 14d3666472
فعل الخيرات من أسباب النجاة من الفتن 27276737
مصر
انثى عدد المساهمات : 74
تاريخ التسجيل : 27/10/2010

فعل الخيرات من أسباب النجاة من الفتن Empty
مُساهمةموضوع: رد: فعل الخيرات من أسباب النجاة من الفتن   فعل الخيرات من أسباب النجاة من الفتن Emptyالأحد 26 ديسمبر 2010, 15:24

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فعل الخيرات من أسباب النجاة من الفتن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ما أسباب طنين الأذن؟
» 10 أسباب ليكون زواجك أكثر رومانسية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى بستان الحب :: الأقسام الإسلامية :: بستان الإيمان-
انتقل الى: