فى أولى جولاته بالمحافظات.. البرادعى يصلى الجمعة فى المنصورة مع ١٠٠٠ من أنصاره.. والإمام يخطب عن «طاعة أولى الأمر»

زار الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مدينة المنصورة، أمس، فى أول جولة له بالمحافظات، تلبية لدعوة الدكتور محمد غنيم رائد زراعة الكلى.
بدأت الجولة بزيارة مركز الكلى الذى أسسه غنيم، ومنعت قوات الأمن دخول وسائل الإعلام وأنصار البرادعى وأعضاء الجمعية الوطنية للتغيير إلى المركز باستثناء قائمة ضمت ٥ أسماء هم: الدكتور محمد البرادعى، وشقيقه على، والدكتور محمد أبوالغار، الأب الروحى لحركة ٩ مارس لاستقلال الجامعات، وجورج إسحاق، منسق حركة «كفاية» السابق، والكاتب علاء الأسوانى، الذى تخلف عن الحضور.
وعلمت «المصرى اليوم» أن المنع جاء بتعليمات من الدكتور أحمد بيومى شهاب الدين، رئيس جامعة المنصورة، الذى أمر أيضاً باستبدال أمن مركز الكلى بأفراد من الحرس الجامعى، بينهم عناصر من أمن الدولة.
وعلق محمد عبدالقدوس، مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، على قرار المنع بالقول: «إنها مهزلة أن يخترق الأمن المؤسسات الطبية والجامعية ويتحكم فى الدخول والخروج منها»، مشيراً إلى أن الحركة الوطنية لن تتأثر بذلك وستكمل مسيرتها فى الشارع مهما كانت المضايقات، لأن «الكلام عن الحرية والديمقراطية دون النزول للشارع لا يؤدى إلى نتيجة».
وعقب انتهاء زيارته لمركز الكلى، التى استمرت نصف ساعة، خرج البرادعى ليلتحق بالمنتظرين خارج المركز، واتجه الجميع لأداء صلاة الجمعة بمسجد النور القريب، التابع لجمعية الأنوار المحمدية، الذى يتسع لنحو ٥٠٠ مصل فقط، مما اضطر عدداً كبيراً لأداء الصلاة خارج المسجد.
وألقى خطبة الجمعة بمسجد النور الشيخ عبدالوهاب أبوالعمايم، الذى كشفت مصادر أمنية لـ«المصرى اليوم» عن استدعائه خصيصاً إلى المسجد الذى توجه إليه البرادعى، رغم أنه كان من المقرر أن يلقى الخطبة بالمسجد «الشيخ حسانين».
وركزت خطبة أبوالعمايم التى استمرت ٥ دقائق فقط على الدعاء للرئيس مبارك بالشفاء واستمرار رئاسته لمصر «من أجل استمرار الأمن والأمان»، وقال الشيخ فى خطبته: «اللهم اشف رئيسنا ومولانا..اللهم عجل بشفاء رئيس الجمهورية»، كما قال إن الرئيس مبارك «جعل من القاهرة مدينة لا تقل أهمية عن مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس»، ودعا المصلين إلى طاعة أولى الأمر الذين «سخرهم الله لحكم الشعب لصالح الوطن»، مستشهداً بالآية الكريمة: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم..)، بينما سادت حالة من الاستياء بين المصلين الذين خرج العشرات منهم أثناء الخطبة ووقفوا أمام المسجد ثم عادوا لأداء الصلاة بعد آذان الإقامة. وعقب انتهاء الصلاة كان نحو ١٠٠٠ مواطن من أهالى المنصورة فى انتظار البرادعى وساروا معه فى شارع حسنى مبارك،
وردد المشاركون فى المسيرة النشيد الوطنى وعدداً من الهتافات كان من بينها: «شد القلوع يا برادعى.. مفيش رجوع يا برادعى» و«يا برادعى مرحب بيك.. المنصورة بتحييك» و«يا منصورة يا منصورة.. البرادعى بقى فى الصورة» و«يا برادعى قولها قوية.. مصر عايزة ديمقراطية» و«مصر فيها ألف بديل.. والبرادعى هو الدليل»، كما حاول عدد من أنصار جماعة الإخوان المسلمين ترديد شعارات دينية لكن المشاركين لم يستجيبوا وردوا بهتاف: «وحدة واحدة وطنية.. ضد كلاب الصهيونية» و«عاش الهلال مع الصليب».
وأكد حمدى قنديل، المتحدث باسم الجمعية الوطنية للتغيير، أن مشهد استقبال مئات المواطنين للبرادعى فى المنصورة يؤكد ارتباطه بالشارع وشعبيته الكبيرة، بعكس ادعاءات البعض الذين اتهموه بأنه «جاء هابطاً بمظلة».
بينما ارتدى عدد من شباب المنصورة قمصاناً بيضاء كتبوا عليها «البرادعى ٢٠١١»، ورفعوا لافتات «التغيير.. التغيير»، وكان من بين المشاركين فى المسيرة أعضاء من الحملة الشعبية المستقلة لدعم ترشيح البرادعى، وحركة شباب ٦ أبريل، بالإضافة إلى نحو ٢٠ شاباً من النشطاء والمدونين أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بالمنصورة،
وقال إبراهيم زاهر، أحد شباب الإخوان بالدقهلية، إن مشاركتهم فى جولة البرادعى تأتى لاقتناعهم بأن المبادئ التى طرحها للتغيير تتوافق مع الإصلاحات التى تطالب بها جماعة الإخوان المسلمين مثل إنهاء حالة الطوارئ وضمان نزاهة الانتخابات، واصفاً البرادعى بأنه أصبح رمزاً لمصر.
واستمرت جولة البرادعى فى شوارع المنصورة عشرين دقيقة توجه خلالها من مسجد النور إلى منطقة جزيرة الورد، قبل أن ينتقل إلى قرية «منية سمنود» فى جولة أخرى شملت زيارة مركز الكلى بالقرية، وزيارة أخرى إلى رأفت سيف، نائب رئيس حزب التجمع، الذى طلب استضافة البرادعى فى منزله، بينما احتشد نحو ألفين من أهالى القرية أمام المنزل.