أخي يا من أصابك الفتور أرجع فأنت جوهرة وأعلم أن سقوط الجواهر على الأرض لا يفقدها قيمتها
أخي يا من فتر أو حاد عن الطريق؛ ماذا أصابك أخي الحبيب؟! هل نسيت أخي فرحتك بالتوبة أنسيت كم من الدموع الحارة سكبت بعد توبتك.
أين ذهب شوقك لصحبة أخوان لك في الله ينتقون أطايب الكلام كما ينتقى أطايب الثمر..أين ذهب قرآنك وتلاوتك له.. وكم ذرفت عينك من دمعة حينما أخبر الله عز وجل بما أعد لأهل الجنة من النعيم وبما توعد به أصحاب النار من الجحيم..أين ذهبت لذة سماع المحاضرات والدروس العلمية هل استغنيت عنها بالجلسات مع الغافلين عن الله والدار الآخرة.
هل نسيت أو تناسيت تلك اللقاءات الرائعة مع أخوانك الذين أحببتهم وأحبوك في الله فقط لم يحبوك من أجل استراحة أو سيجارة أو غيرها من المعاصي.
هل نسيت كم شخصاً دللته على الخير أو وجهته أو نصحته وقد فرحت بهذه الدلالة كثيراً متمثلاً فيها قوله صلى الله عليه وسلم ( لأن يهدي الله بك رجلاً خيراً لك من حمر النعم ) .
أين ذهبت روائحك الزكية في ثوبك وفمك وكلامك الطيب لماذا استبدلتها..بر الوالدين وصلة الأرحام لماذا لم تعد توليها أي اهتمام..هل تذكر عندما تقوم بتقريب خطواتك عند ذهابك إلى المسجد من أجل أن تنال بها الحسنات الكثيرة..أين اللذة التي كنت تشعر بها حينما تنتظر الصلاة تلو الصلاة .
أشرطة الأغاني ما الذي يحملك على سماعها الآن وأنت تعرف حرمتها.
-ما هي أخبار لسانك الذاكر..وقلبك الشاكر .
أفلام - مسلسلات -أغاني - مقاطع بلوتوث سيئة - مواقع انترنت فاضحة - معاكسات - لم تكن هكذا سابقا فماذا حصل لك أخي الحبيب..تأخير الصلوات بل وتركها أحياناً هو ديدنك فهل تعي خطورة وضعك الآن ...اللهم إنا نسألك الثبات حتى الممات.
كم كنت تتحسر على فعلك للمعاصي وكم من مرة أخبرتني بأنك كنت تعاني من الهم والغم وكم كنت تبكي بسبب ضيقة الصدر وبعد ذلك أخبرتني بتوبتك وأن الله قد أزال عنك ما كنت تشكو منه
والآن هل اشتقت للهم والغم والبكاء.
كانت أوقاتك عامرة بقراءة الكتب النافعة وسماع الأشرطة الماتعة وكنت تحس برضا الله ورحمته ولطفه معك أينما ذهبت فهل يا ترى ماذا تفعل في أوقاتك بعد أن حاد بك الطريق وبدلت الصديق .
هل نسيت لذة صلاة الفجر والمشي إليها وقد نام عنها الصغير وقبله الكبير إلا من رحم الله.
أين صيامك التطوع..أسألك بالله هل نسيت تلك اللذة واستشعار الأجر..في رمضان هل نسيت حرصك في ختم القرآن .
قبل الختام أهمس في أذنك بهذه الهمسات :
ارجع إلى ربك أخي الحبيب وأعلنها توبة..ارجع فأنت جوهرة واعلم أن سقوط الجواهر على الأرض لا يفقدها قيمتها.!