بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ﴾ ( سورة البقرة الآية: 155 ).
و لنبلونكم:
الابتلاء هو الاختبار, والاختبار في حد ذاته ليس شرا, و لكن الشر أن افشل في هذا الاختبار, وهنا تأكيد على ضرورة الاختبار بثلاثة مؤكدات:
"و" القسم: و لنبلونكم, التقدير: والله لنبلونكم.
"ل" التوكيد: و لنبلونكم.
"ن" التوكيد:و لنبلونكم.
بشيء:
قد يخاف البعض من كلمة "ولنبلونكم", و يعتقد أنها للوعيد, ولكن جاءت بعدها كلمة "بشيء" نكرة, والتنكير هنا للتقليل, و لتخفيف وقع كلمة "ولنبلونكم".
و لكن, ما هي أسئلة هذا الاختبار يا رب؟
السؤال الأول:﴿ الْخَوْفِ ﴾
الخوف هو انزعاج النفس و جزعها من توقع شيء ضار, و إذا انزعجت نفسك, فأنت بذلك تعين مصدر الخوف, لأنك أحوج ما تكون إلى ملكاتك لتتصدى لهذا الخوف. إن آفة الناس أن يعيشوا في المصائب قبل وقوعها, فيطيلون على أنفسهم أمد المصيبة, كما أن الله إذا انزل المصيبة انزل معها اللطف, فلا تعزل نفسك عن هذا اللطف بانشغالك بالمصيبة.
السؤال الثاني:﴿ وَالْجُوعِ ﴾
الجوع هو شهوة غالبة إلى الطعام, و الطعام هو وسيلة استبقاء الحياة, وقد يحدث بالجدب والقحط و الحروب.
السؤال الثالث:﴿ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ﴾
وهي كل ما يملكه الإنسان من نقود، ومتاع، وحيوان.
السؤال الرابع:﴿ وَالْأَنْفُسِ ﴾
بالقتل والموت, و قد يكون المراد هو الأمراض
السؤال الخامس:﴿ وَالثَّمَرَاتِ ﴾
ليس المعنى هنا هو قلة النبات فقط, بل قد يكون انقطاع البركات, و قد يكون المراد هو موت الأولاد
خطة الإجابة على الأسئلة السابقة
اقرأ معي باقي الآية لتعرف الإجابة ﴿ وَبَشِّرِالصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَاأَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾ الفهم التام لمعنى ﴿ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾, يعينك على تحمل كل الشدائد.
انشغالك التام بمعرفة الله عز وجل, و بالتالي خشيته, يجنبك الخوف مما سواه, و في هذا إجابة عن السؤال الأول.
شريعة الصوم, إنما فرضت للتدريب علي الصبر عموما, و على الجوع خصوصا, و في هذا إجابة عن السؤال الثاني
شريعة الزكاة, من فوائدها العديدة, التدريب على التخلي عن بعض مما تملك لمساعدة الفقير, وكذلك الصدقات, فهي سبب البركة, و في هذا إجابة عن السؤال الثالث.
اقرأ معي قصة أم المؤمنين, أم سلمه: حين مات أبو سلمه, حزنت أم سلمه حزنا شديدا. فقال لها رسولنا الكريم (صلى الله عليه و سلم): قولي إنا لله و إنا إليه راجعون ، اللهم آجرني في مصيبتي و اخلفني خيراً منها قالت : من سيأتيني خيرا من أبي سلمه بعد أن قالتها, واستجابت إلى الله ورسوله,عوضها الله برسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام. و في هذه القصة إجابة عن السؤال الرابع.
وأخيرا, اقرأ معي الحديث الشريف التالي: قال عليه الصلاة والسلام: (( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه)) متفق عليه. والنصب : التعب ، والوصب : المرض .