حين تضيق بك الأرضُ بما رحُبت ... تتأملهم بعينِ الغِبْطَةِ والسُّرُورْ .. وتشكُرُهُم بدعوةٍ خالصةٍ في ظهرِ الغَيبْ
( الله يوَفِّقْهُمْ ويسْعِدْهُمْ )
دعوةٌ تردِّدُها تحت جنح الظلام حين يغلبك النعاس .. وحينَ تضعُ رأسكَ فوق وسادتُكْ تلكَ الوسادةُ التي باتت كنذيرٍ يُنذركَ كل ليلةٍ بانتهاء فصلٌ آخر من فصولِ حياتكَ مَعَهُمْ ...
فتغفوا عيناكَ وسؤال واحدٌ!!..؟ اعتدتَ أن يُعانقَ شفتيكَ في هذا الوقت ! ( مَتَى يأْتِيْ غَـدَاً ..؟؟ ) يا لهُ من سؤالٍ طفوليٍّ .. أجدُني مُتلهفاً لترديدهِ هذا المساء ومُتشوقاً لتلك الأحلامُ الورديةُ التي كانت تداعبُ مُخيلتي حين أغفو كإغفاءةِ طفلٍ أنهكه كثرةُ اللعبْ
ماذا سيحدثُ غداً !!... حاولتُ مراراً أن أضحكَ كي أسخرَ من هذه الحياه رغبةً في تطبيقِ ما تعلَّمنَاه
ولكنَّنِي افتقدتُ ضَجيجَهم واشتقتُ لصَخَبِهِمْ فاخترتُ أن أبكي بلا دموع كي لا أُغرقَ تلك الإبتسامةُ التي رسموها فوق ثغري
فتَرَاءَتْ ملامحُ من قاموا برسْمِهَا فرأيتُهَا وقد آثرَتِ الرَّحِيلَ معَهُمْ ..!! نعم إنها سنةُ الحياة وهذا ما عهدناهُ منها فكلما بنينا صرحاً من صروح الحُب تبدَّلت فجأةً لتحوِّلهُ إلى ضريحٍ يقبعُ في أعْمَاقِنَا وأطلالٍ نتشوَّقُ لزيارتها كُلَّ حين لنبكيها حيناً ونبتسمَ حيناً آخر
نزورُها لنجدَ أنفُسَنَا وقد خلا بنا المكان وهدأ الضَّجِيْجُ الذي كُنَّا نعشقُهُ فأصبحَ ضريحاً يَعُجُّ بالتماثيل
عندها فقط يحقُّ لنا أن نرفعَ أكُفَّنَا طالما بقِيَتْ لدينا القدرةُ على ذلك لنلوِّحَ بها مودِّعين ما تبقى من ضجيجهمُ العذبُ وأصداءِ ضحكاتِهمُ التي خلَّفوها ورَاءَهُمْ وكي لا نُغرقَ ابتساماتُنا التي رسموها فوق شفاهُنا فلنحدِّقُ في السماء ولننقش فوق وسائدُنَا هذه العِبَارَهْ *( لا تَعْشَقَ الغُرَبَاءْ .. فَإنَّهُمْ حتــما رَاحِلُونْ )*
ولندْعُوا لَهُم بهذه الدَّعوَهَ
( الله يوَفِّقْهُمْ ويسْعِدْهُمْ )
دعوةٌ خالصةٌ في ظهرِ الغَيبِ وتحتَ جُنحِ الظَّلامْ حين يغلِبُنَا النُعَاسْ