ســـاهـــون }...كان جالس وصوت الآذان يصدح في كل جهة " الله أكبر .. الله أكبر "
أكبــر من همومنا ومشاكلنا
أكــبر من أفراحنا وأتراحنا
أكبر منا
وأكبر من الدنيا
الله أكبر و وأعظم وأهم | أكبر : لفظ مطلق لا يحتمل التأويل
بس للأسف ما استشعرنا الآذان .. ماله هيبة \ ماله صدى في قلوبنا !
كان جالس والآذان يستمر " حي على الصلاة .. حي على الفلاح "
وتتجعد تقاسيم وجهه ودددده يقوم يصلي
بس إنه مشغول !
أشغاله وش يسوي فيها ؟ يخليها ؟!!
يوعد نفسه بس عشر دقايق وبقوم
بس خمس دقايق
خلاص بس دقيقتين
بس بخلص شغلي وأقوم أصلي ..!
" فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون "
الوعيد هنا جاء للمصلين .. للمسلمين الذين التزموا بالصلاة ..
مو للي مايصلون !
لأن اللي مايصلي كافر موضوعه منتهي ,
قال صلى الله عليه وسلم : " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " رواه أحمد والترمذي والنسائي
والثاني لما سمع الأذان
استقبل القبلة .. كبّر
وبدت رحلة الهواجيس والأفكار !
التاجر وش يبي يبيع هالشهر ؟ والأم وش بتسوي لعيالها ع الغدا ؟ والمدرس وشلون بيشرح الدرس بكره عند المدير ؟ وأنا وش بلبس عند صديقاتي إذا جتمعوا اليوم.. وكلن على همه سرا
اللسان يتحرك | نقرا الفاتحة ونسبح ونركع ونسجد
نقول ونسوي حركات تعودنا نسويها خمس مرات باليوم لا أكثر ..
بدون أي احساس باللي قاعدين نقوله أو نسويه !
ووبس خلصت الصلاة وطاح الهم !
" فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون* الذين هم يراءون " الماعون
ايه صح صلى الصلاة في وقتها .. لكن ماله من الصلاة إلا اسمها ..
ما استشعرها قلبه ..
ما أستوفى شروطها وأركانها ..
على طاري الشروط والأركان
سؤال واحتفظوا بإجابته لأنفسكم : وشي شروط الصلاة ؟ وشي أركانها ؟
يقول الدكتور \ أحمد العمري في كتابه كيمياء الصلاة " الذين هم يراءون "
جت وصف تابع لـكلمة " ساهون " لكن السورة مكية ؟؟!
والإسلام كان له شروط صعبه في ذاك الوقت
لسى مابعد دخل النفاق في الاسلام
يعني المعنى اللي كلنا عارفينه للرياء وهو " مراءاة الناس " ماكان له معنى في ذلك الوقت .. بالعكس كان المسلم يخفي إسلامه في مكة خوفاً من قريش..
أجل من كانوا يراءون بصلاتهم !!
كانوا يراءون ......
أنفسهم !
يؤدي حركات الصلاة عشان يرتاح نفسياً إنه أدى اللي عليه وبس !
وهذا حال كثير منا للأسف ! الصلاة صارت واجب ثقيييييل
نؤديه كيفما اتفق ! المهم إننا نؤديه ! المهم إننا صلينا !
ماحطينا في بالنا إنها أول عمل سنحاسب عليه !
( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ) البقرة
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إن العبد ليصلي الصلاة ما يُكتب له منها إلا عشرها " مسند الإمام أحمد بن حنبل
وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم : " إنما يكتب للعبد من صلاته ما عَقَل منها " أخرجه أحمد بإسناد صحيح .
فكروا بس شوي : كم لك لنا من صلاتنا !!
لو كنت تأخر الصلاة عن وقتها
لو كنت تأديها بدون خشوع \ بدون تدبر
لو كنت مخل بأركان وشروط الصلاة وما أديتها على الوجه الصحيح
فاعرف إنك تدخل في وصف " ســـــــــاهون " !
اعرف انك لو ما صححت مسارك \ لو ما وقفت مع نفسك وقفة جادة
ورجعت لربك راح تدخل في الوعيد اللي تضمنته الآية " فويل للمصلين !! "
جاء الوقت إننا نحاسب أنفسنا قبل أن تُحاسب ..
مادامك لسى في صحتك
مادامك تقدر \ تَعْقل
فكّر وراجع نفسك
وقيم صلاتك من واحد لعشرة
وأصدق النية في تحسين تقييمك اللي حصلت عليه
اقرا عن الصلاة واسمع عن الصلاة
تعرف عليها من جديد \ استشعرها من جديد
وتخيل إنك صدق واقف بين يدين رب العالمين
وساجد له ,
وراكع له ,
وقتها بتحس بلذتها وبتحس بإيمانك وبتشوف آثار الصلاة في حياتك كلها
ولو ماحسيت لا تستعجل
راح يجي يوم وبتحس بس لو نصدق النية !
قال ابن القيم الجوزية رحمه الله : الصلاة : مجلبة للرزق ، حافظة للصحة ، دافعة للأذى ، طاردة للأدواء , مقوية للقلب ، مبيضة للوجه ، مفرحة للنفس ، مذهبة للكسل ، منشطة للجوارح ، ممدة للقوى ، شارحة للصدر , مغذية للروح ، منورة للقلب ، حافظة للنعمة ، دافعة للنقمة ، جالبة للبركة
مبعدة من الشيطان ، مقربة من الرحمن >
ويقول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه : " لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل كل يوم خمس مرات , هل يبقى من درنه شيء , قالوا : لا , قال : فذلك مثل الصلوات يمحو الله بهن الخطايا " رواه الترمذي
وقوله :
" عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة و حط بها عنك خطيئة"
كان صلى الله عليه وسلم ينادي بلال عشان يأذن للصلاة بقوله : أرحنا بها يابلال !
وقال بأبي هو وأمي : "جُعلت قرة عيني في الصلاة "
مات وهو يوصيهم الصلاة .. الصلاة !!
وكان في مرضه في آخر أيام حياته يقوم ويغمى عليه ويقوم ويغمى عليه مره ثانيه وكل ماقام سأل: أصلى الناس !!! كان يبي يقوم يصلي فيهم بس ماقدر صلوات الله وسلامه عليه فأمر أبو بكر بالصلاة .
نبي الأمة وخاتم المرسلين يحتضر ومع ذلك اجتمعوا وصلوا ..
عمر اللي تربي على يدين المصطفى صلى الله عليه وسلم
لما انطعن وهو يصلي ثلاث مرات بخنجر مسموم وأغمى عليه من شدة الألم
صحى وقال نفس العبارة : أصلى الناس ؟
شي واحد كان يشغل تفكيره حتى وهو مطعون ويصارع الموت : أصلى الناس !!
ليش
تتوقعون ليش
لأنهم استشعروا عظمتها
لأنها الفريضة التي لا تسقط أبداً حتى في حال الحرب والخوف والسفر والمرض والعمى !
لا تسقط الصلاة أبداً إلا عن " المجنون "
بس هذا هو الاستثناء الوحيد
جاء رجل أعمى يتخبط في طريقه للصلاة فاستأذن الرسول صلى الله عليه وسلم
في ترك الجماعة لأن ما في أحد يقوده للصلاة فسأله الرسول : أتسمع النداء ؟
قال: نعم
قال : ما أجد لك رخصة !!
بس خلاص انتهى " أجب النداء "
حتى وهو أعمى لأنها الصـــلاة
لأنها صلاة الجماعة ..
اللي خص الله فيها الرجال وتمنتها لفضلها النساء
قال صلى الله عليه و سلم :
" من تطهر فى بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضى فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه إحداها تحط خطيئة والآخرى ترفع درجة" رواه مسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات....... ) وذكر منها ( وكثرة الخطا إلى المساجد ) حديث صحيح .
وحديث " من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح "
وحديث " من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة فصلاها مع الناس أو مع الجماعة أو في المسجد غفر الله له ذنوبه" .
ما تكفي هالأحاديث ! ما أغراكم هالفضل العظيم !
وإلا عبدالله با نعمه اللي كان مثل أي شاب بعمره عايش حياته بالطول والعرض
لكن في لحظة انقلبت الموازين
في لحظة تغير مسار حياته
وانشلت أطرافه كامله
عبدالله لما سألوه وش تتمنى : ماقال أبي أرجع أمشي على رجليني
أبي أرجع الزمن لورا ولا أطب في المسبح اللي قلب حياتي
قال : وددي أسجد !
لأطفالنا الحلوين نصيب من حملتنا لأننالو ماغرسنا في قلوبهم حب الصلاة راح يشيبون على ماشبوا عليه
قهر إننا نشوف الأم تنهاااار لو يغيب ولدها أو بنتها عن المدرسة بس عادي ينام عن الفجر قهر إن المساجد وقت الفجر فاضيه وبعد ساعة وقت المدارس الشوارع مليااااااااانه !
وربي يقول : "وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها "