نزهة في بستان السيرة (12)ابتداء تنـزيل القرآن و إسلام خديجة رضي الله عنها متى نزل القرآن ابتدىء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتنـزيل في شهر رمضان ، بقول الله عز
وجل :
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَ بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) .
وقال الله تعالى :
(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ{1} وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ{2} لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ{3} تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ{4} سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ{5} ) . وقال الله تعالى :
(حم{1} وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ{2} إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ{3} فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ{4} أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ{5}) . وقال تعالى :
(إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ) . وذلك ملتقى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشركين ببدر .
إسلام خديجة رضي الله عنهاوقوفها بجانبه صلى الله عليه وسلم وآمنت به خديجة بنت خويلد ، وصدقت بما جاءه من الله ، وكانت
أول من آمن بالله وبرسوله ، وصدق بما جاء منه .
فخفف الله بذلك عن نبيه صلى الله عليه وسلم ، لا يسمع شيئا مما
يكرهه من رد عليه وتكذيب له ، فيحزنه ذلك ، إلا فرج الله عنه بها
إذا رجع إليها ، تثبته وتخفف عليه ، وتصدقه وتهون عليه أمر
الناس.
تبشير الرسول لخديجة ببيت من قصب قال ابن إسحاق : وحدثني هشام بن عروة ، عن أبيه عروة بن
الزبير ، عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أُبشِّر خديجة ببيت
من قصب ، لا صخب فيه ولانصب .
والقصب ههنا : اللؤلؤ المجوف جبريل يقرئ خديجة السلام من ربها أتى جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛
فقال : أقرئ خديجة السلام من ربها ؛
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا خديجة ، هذا جبريل يقرئك
السلام من ربك ،
فقالت خديجة : الله السلام ، ومنه السلام ، وعلى جبريل السلام .
فترة الوحي ونزول سورة الضحى ثم فتر الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فترة من ذلك ،
حتى شق ذلك عليه فأحزنه ،
فجاءه جبريل بسورة الضحى ، يقسم له ربه ، وهو الذي أكرمه بما
أكرمه به ، ما ودعه وما قلاه ،
فقال تعالى :
( والضحى والليل إذا سجى . ما ودعك ربك وما قلى ) . يقول : ما صرمك فتركك ، وما أبغضك منذ أحبك .
( وللآخرة خير لك من الأولى ) : أي لما عندي من مرجعك إلي ،
خير لك مما عجلت لك من الكرامة في الدنيا .
( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) من الفُلْج في الدنيا ، والثواب في
الآخرة .
(ألم يجدك يتيما فآوى . ووجدك ضالا فهدى . ووجدك عائلا فأغنى) : يعرفه الله ما ابتدأه به من كرامته في عاجل أمره ، ومنِّه عليه في
يتمه و عيلته وضلالته ، واستنقاذه من ذلك كله برحمته .
هذاوصل الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين والسلام عليكم ورحمة الله تعالى بركاته