* سوف نتناول اولاً مشكلة العناد
فالعناد عند الأطفال :- هو( تشبث الطفل برأى معين فى موقف معين وأصراره على تنفيذه لأثبات وجوده وشخصيته المستقله ) .
ولهذا نؤكد دائماً أن لعناد الطفل شق إيجابى وشق سلبى وهذين الشقين هم فى نفس الوقت أسباب العناد والعصبية عند الأطفال
الشق الإيجابى هو أن العناد المعتدل مؤشر إيجابيّ على شعور الطفل الطبيعي باستقلاليّته، وأنه أصبح قادراً على الاعتماد على نفسه .
أما الشق السلبى وهو يتمثل فى رفضه للأوامر التى تملى عليه من قبل الوالدين وهذا أيضاً لأثبات وجوده وشخصيته المستقله فهو بمجرد أنه أصبح لديه القدرة على قضاء بعض أحتياجاته بنفسه يشعر بذلك بأستقلاليته التى يريد أن يظهرها على الوالدين والأخوة فلهذا يعاند .
ونصيحتى لكِ للتغلب على عناد طفلك :-
1 - أبتعدى عن إرغام الطفل على الطاعة .
2 - عليك بتقديم الأوامر له بهدوء وبلطف وبدون تشدد أو تسلط ، وقومي بالربت على كتفه أواحتضنيه بحنان ، ثم اطلبي برجاء القيام ببعض الأعمال التي تريدين منه أن يقوم بها.
3 - تجنبي دائماً إعطاء أوامر كثيرة في نفس الوقت.
4 - شرح مفهوم طاعة الوالدين من منظور ديني ، وتوضيح الأجر الرباني الذي يترتب على هذه الطاعة وضرب نماذج وقصص مسلية لأطفال أو أناس مطيعين وقد أخذوا حظهم نتيجة طاعتهم فالطفل فى هذه المرحلة يتأثر جداً بهذه القصص ويحاول أن يكون هو بطلها لقصة مشابهة ولكن فى الواقع .
5 - المناقشة و التفاهم مع الطفل والحوار الدافئ المقنع حتى يقتنع بالشئ التى تريدين منه عمله وحتى لا يشعر هو بأنه مجرد أمر من والديه .
6 - الابتعاد عن النقد و العقاب العنيف : لفظيا أو جسديا .
7 - عدم صياغة طلباتنا من الطفل بطريقة تشعره بأننا نتوقع منه الرفض .
8 - عدم وصفه بالعناد على مسمع منه أو على مسمع من الآخرين أمامه .
9 - عدم مقارنته بأطفال آخرين .
10 - المدح و الثناء والجزاء عند فعل أي شيء إيجابي ونتجنب أيضاً الثناء المادى حتى لا يدخلنا هذا فى مشكلة ثانية وهى ربط الطفل العمل الإيجابى الذى يقوم به بالمال أو الشئ المادى .
وأحب أن أطمئنك أن العناد هو سمه أساسية فى الأطفال فى هذه المرحلة ولكننا يجب التغلب عليها حتى لا تصبح سمة فى شخصية بدلاً من أنها سمة لمرحلة معينة يمر بها .
،،،
أما بالنسبة للمشكلة الثانية وهى مشكلة الكسل وتكرار الأخطاء لدى طفلك
مشكلة الكسل عند الأطفال من المشكلات الهامة .وللأسف الشديد أن الكثير من الأسر العربية لا تعى أهتمام بهذه المشكلة بالرغم من أنها مشكلة هامه جدا لأنها تؤثر فيما بعد على الطفل عندما يكبر .
والكسل هو ( عدم رغبة الطفل فى القيام بالأعمال والمهام المطلوبه منه وعدم وعيه وأدراكه بأهمية وفائدة هذه الأعمال أو أنه ليس لديه القدرة على القيام بهذه الأعمال بشكل جيد ) .
والكسل هو ضد النشاط والإنتاج والعطاء .
فالطفل النشيط هو الطفل المثمر الجاد.. أما الكسول فهو المتقاعس المتثاقل في أداء أعماله وواجباته النافعة.. فلا يسمو الكسول ويقل حظه من الظفر بفرص النمو السوي .
خطورة الكسل :-
1 - أن الكسل هو أسرع طريقة للفشل لأنه يقود إلى البطالة والانحرافات السلوكية .
2 – الكسل يؤدى إلى التسرب الدراسي والاعتماد على الغير وكثرة النوم والشرب والأكل وإهمال البيئة والابتعاد عن تحمل المسؤوليات واتباع الشهوات وغياب الأهداف وترك الطموح وهي أخلاقيات ضارة تفسد طبيعة الفرد وتشوه شخصيته. فيستسلم
3 - أن الكسل يعيق الأعمال والآمال النافعة ويورث الفقر.
أسباب الكسل
1 - السآمة من كثرة أو صعوبة الواجبات وقلة الحوافز .
2 - الجهل بطريقة إنجاز المهام بصورة صحيحة والخوف من النقد .
3 - الأعتقاد الخاطئ لدى الأطفال أن قيامه بالعمل المطلوب منه يقيد حيرته ويمنعه من عمل الأشياء المحببة بالنسبة له .
4 - جهل الأسرة أو المدرسة بطبيعة الطفل وطرق تشجيعه لتنمية مواهبه بحيوية ونشاط .
5 - النوم المتأخر ليلا من أسباب كسل الأطفال نهارا.
6 - تأجيل الأعمال يسبب تكدسها والتكدس يقود إلى التقاعس في الإنجاز .
7 - التقليل من مكانة الفرد من خلال كلمات أو نظرات الاستخفاف والسخرية مما يدفع الطفل إلى عدم الرغبة فى القيام بالعمل المطلوب منه خوفاً من النقد الذى من الممكن أن يوجه له .
8 - فتور أحد الوالدين وعدم تحمله للمسؤوليات مما يوجد ضغطا سالبا على إنتاجية أفراد الأسرة فالطفل الطموح يحتاج إلى بيئة اجتماعية ملائمة.
9 - الحد من القدرات الإبداعية والقيادية للطفل في إنجاز الأعمال بطريقته الخاصة حيث تقوم السلطة الوالدية أو المدرسين بإرغامه على أداء واجبات لا يحبها أو لا يحسن عملها أو تطلب منه في أوقات غير ملائمة.
10 - التكنولوجيا الحديثة وأنماط المعيشة حديثاً مثل (التلفزيون- الكمبيوتر- الوجبات السريعة- دور السينما- الفضائيات- الاعتماد على الخدم)، قد تجعل البعض يدمن على عادات مضرة وغير نافعة .
11 - قلة مساحات التشجيع والحوار والإقناع
12 - أسلوب الشدة والاستبداد من أهم أسباب الكسل.
13 - التدليل الزائد يجعل الطفل يطلب من والدته تلبيسه وتجهيز مستلزماته أو إطعامه أحيانا.
مظاهر الكسل عند الأطفال:-
1 - اعتياد كثرة النوم أو الأكل مما يعطل الوظائف اليومية ويفوت الفرص التعليمية.
2 - قد يميل الطفل إلى الكذب والتبرير كحيلة دفاعية ليبرر كسله ويحمي نفسه .
3 - التذمر من الأوامر والعناد وكثرة الجدال .
4 - يقوم الطفل أحيانا بحل الواجبات المدرسية على عجل وفي اللحظة الأخيرة.
5 - التباطؤ في الوفاء بالوعود وعدم الالتزام بمواعيد الطعام أو دخول الفصل أو تسليم الواجبات.
6 - ترك التعليم جزئيا أو كليا علاوة على التسرب الدراسي أو التهرب من أداء الواجبات .
7 - ضعف الوعي الصحي وعدم المحافظة على النظافة الشخصية مثلا.
8 - عدم الحرص على أداء الصلاة في وقتها.
9 - الطالب الكسول قد يلجأ إلى الغش في الاختبارات المدرسية ولا يعتمد على جهوده الذاتية في عمل الأبحاث وإعداد الوسائل التعليمية.
10 - إدمان مشاهدة برامج الفضائيات أو استخدام الألعاب الإلكترونية والكمبيوتر.
11 - غرفته فوضوية دائما كما يكره الكتابة أو يخاف منها.
ونظراً لخطورة وعواقب مشكلة الكسل عند الأطفال فيجب أن نضع هذه المشكلة فى الأعتبار ونبحث لها عن حل سريع حتى نقدى عليها أن شاء الله .
ونصيحتى لكِ عزيزتى للتغلب على مشكلة طفلك :-
1 – لابد أولاً أن تتأكدى أنه ليس لديه أى مشاكل صحية وذلك بعمل التحاليل والفحوصات له لأنه من الممكن أن يكون لديه نقص فى هرمون معين أو فيتامين معين وهذا هو سبب قلة طاقته وكسله المستمر .
2 – أجعلى طفلك يبدأ دائماً بالأعمال البسيطة والسهلة حتى تحفزه على العمل لأن قيام الطفل أو أى فرد عادى بالعمل الصعب فى البداية يسبب له الأحباط وعدم الرغبة فى القيام بأى عمل .
3 – شجعى الطفل دائماً على تنفيذ واجباته والأعمال المطلوبة منه .
4 - حددى وقت له للترفيه سواء باحلوس أمام التليفزيون أو الكمبيوتر أو عمل أى شئ يريده حتى تعوديه على تنظيم الوقت .
5 – أطلبى دائماً منه القيام بعمل محدد فى وقت محدد وأظهرى غضبك منه أذا تأخر عن الوقت المسموح له بقيام العمل حتى تعلميه قيمة الوقت .
6 – حاولى أشراكه معكم فى الأعمال الخيرية حتى يحس بقيمة العطاء وبذل الجهد لمساعدة غيره .
7 – لا تطلبى منه أعمال فوق طاقته أو أعمال من المتوقع أن يفشل فيها وذلك حتى لا يكره الأنشطة ويسبب له الفشل حالة من الأحباط .
8 – نظمى له مواعيد نومه وابتعدى عن السهر لساعات متأخرة من الليل حتى لا يفقد نشاطه فى فترة الصباح ولا تعتمدى مثلاً على نومه فى النهار لأن نوم النهار لا يعوض نوم الليل لأن الجسم ليلاً يفرز مواد تساعد على الأسترخاء مما يساعد على تجديد الطاقة والأستعداد للعمل بالنهار طوال اليوم .
وسبحان الله أن هذه المواد لا يفرزها الجسم فى أى وقت آخر للنوم غير اللليل فقط وهذا هو التنظيم الربانى لحياتنا .
وبالنسبة لتكراره للخطأ فهذا السلوك نتيجة طبيعية للكسل لأن الطفل لا يشعر بقيمة العمل وبالتالى لا يشعر بمرارة الفشل فأذا أحس بحلاوة النجاح والقيام بالأعمال الصحيحة وأحترام المواعيد والنظام فلا يكرر أخطاءه مرة أخرى لأنه سوف يشعر بمرارة الفشل ويبتعد عن أى عمل خاطئ من الممكن أن يسبب له هذا الشعور السئ بالفشل .
فعلاج هذه المشكلة يعتمد على علاج مشكلة الكسل .
وأحب أن أأكد لكِ أن تواجدك الدائم والمستمر مع طفل ليس صحيح فيجب أن تجعليه يعتمد على نفسه فى بعض الأشياء وذلك حتى يدرك أن هناك العديد من الأعمال التى يجب أن يقوم بها بنفسه بدون معاون ولكنكِ يجب ملاحظته بإستمرار دون أن تشعريه بذلك وذلك لإكتشاف إضطرابات السلوك والمشكلات التى من الممكن أن تظهر فى هذا السن والعمل على حلها فى البداية .