موضوع: هن المؤنسات الغاليات الثلاثاء 11 مايو 2010, 20:32
ما زلنا نرى اليوم في مجتمعاتنا الإسلامية من يستبشر ويهش ويبش، ويحيي الأفراح و الليالي الملاح بولادة الذكر، و يضيق صدره و ينقبض، و يصيبه الغم و النكد بولادة الأنثى، و نراهم يؤثرون أولادهم الذكور على الإناث. أليست هذه الأخلاق من ترسبات الجاهلية؟ كان مع رسول الله –صلى الله عليه و سلم – رجل، فجاء ابن له فقبله و أجلسه على فخذه، ثم جاءت بنت له فأجلسها إلى جنبه، قال :" فهلا عدلت بينهما ؟! " . لقد كان عليه الصلاة و السلام يحب أمامة بنت ابنته زينب – رضي الله عنها -، فعن أبي قتادة قال : خرج علينا النبي – صلى الله عليه و سلم – يحمل أمامة بنت أبي العاص، و أمها زينب بنت رسول الله – صلى الله عليه و سلم – و هي صبية، قال: فصلى عليه الصلاة و السلام و هي على عاتقه ... يضعها إذا ركع، و يعيدها على عاتقه إذا قام، و كانت أمامة من أحب الناس إلى رسول الله – صلى الله عليه و سلم - . و كان إذا دخلت عليه ابنته فاطمة –رضي الله عنها – قام إليها، و قبلها، و أجلسها في مجلسه . فلماذا تكرهون البنات؟ فهن المؤنسات الغاليات، هن اللواتي يضفين جوا من الرحمة و الحنان على الأسرة، يقول عليه الصلاة و السلام :" لا تكرهوا البنات، فإنهن المؤنسات الغاليات " . بل إنهن قد يكن طريقكم أيها الآباء إلى الجنة إن أحسنتم تربيتهن، فقد قال عليه الصلاة و السلام :" من عال ثلاث بنات، أو ثلاث أخوات، أو أختين، أو ابنتين، فأدبهن و أحسن إليهن، و زوجهن، فله الجنة"، و " من عال ثلاثا من بنات يكفيهن و يرحمهن، و يرفق بهن، فهو في الجنة "، و"من ابتلي من هذه البنات بشيئ فأحسن إليهن، كن له سترا من النار" و من المؤلم أيضا أننا نرى بعضاً من الأمهات هن أول من يظلم بناتهن، فترى الأم تفرح بولادة الذكر، و تحزن عندما تلد أنثى، مع أنها أنثى مثلها !!، و تؤثر ولدها الذكر على ابنتها الأنثى، مع أن النبي – عليه الصلاة و السلام – يقول :" من كانت له أنثى فلم يئدها، و لم يهنها، و لم يؤثر ملده – يعني الذكر – عليها، أدخله الله تعالى الجنة " . و تجدها تكلف ابنتها من الأعمال ما لا تطيق، و تأمرها بخدمة إخوانها الذكور، ثم بعد ذلك لا تجد هذه البنت المسكينة منهم جزاء و لا تقديرا أو حتى كلمة شكر، و من لا يشكر الناس لا يشكر الله، و لربما كانت هذه البنت تفوق إخوانها أدبا وخلقا وعلما، ولربما تكون منزلتها عند الله أعظم بخدمتها لأهلها وإخوانها ... يا رب أنثى لها عزم، لها أدب فاقت رجالاً بلا عزم و لا أدب ثم بعد هذا نرى بعض الإخوة يتسلطون على أخواتهم و يتجبرون بهن، فيرى أحدهم أخته تقضي الساعات وهي تنظف و تكنس وتمسح و تجلي الصحون، ثم يطلب منها أن تضع له طعام العشاء مثلا، أو أن تصنع له الشاي !!، أما في قلبه من رحمة أو شفقة على هذه المسكينة ؟ فبدلا من أن يساعدها، يحملها أعباء إضافية ؟ بل و فوق ذلك، هي مطالبة بترتيب و تنظيف غرفته و ملابسه، أما هو فيقضي الساعات الطوال في اللهو و اللعب، أو أمام التلفاز !!، يعاملها وكأنها خادمة، بل حتى و لو كانت خادمة، فليس له أن يقسو عليها، أو أن يكلفها ما لا تطيق، أليست بشرا مثله ؟ بل إنه أقدر منها جسديا و عضليا على القيام بهذه الأعمال المنزلية . و من تسلط الإخوان إلى ظلم بعض الأزواج فمن الأزواج من لا تنتهي طلباته من زوجته المنهكة من أعمال البيت، و حتى كوب الماء يطلب من زوجته أن تحضره له، أما هو فيجلس مستريحا، و لست أدر، هل مساعدة الرجل زوجته في شأن من شؤون البيت، أو خدمته لنفسه، ينقص من رجولته ؟ لقد كان عليه الصلاة و السلام يخصف نعله، و يرقع ثوبه، و يكون في مهنة أهله، و قد سئلت أمنا عائشة – رضي الله عنها - : ما كان رسول الله – صلى الله عليه و سلم –يعمل في بيته ؟ قالت : كان بشرا من البشر، يفلي ثوبه، و يحلب شاته، و يخدم نفسه . فهل أنت أيها الزوج أفضل من رسول الله ؟ أم ترى منزلتك أعلى عند الله ؟! . أيها الزوج المسلم، إن كل ما تقدمه لزوجتك هو لك صدقة، و حتى اللقمة التي تضعها في فم زوجتك هي لك صدقة، فاتقي الله في زوجتك، و ارفق بها، و أحسن إليها، فزوجتك لن تطلب منك أن تكنس أو أن تطبخ، و لكنك إن فعلت هذا إكراما لها، فستكرمك بدل المرة ألف مرة، و ستشعر بامتنان كبير لك، إنها لا تريد منك إلا الكلمة الطيبة، و المعاملة الحانية، و أن ترفق بها، هي لا تريد أكثر من ذلك، فلا تشعرها أنها خادمة عندك، و لا تقس عليها، بل تلطف معها، و ضاحكها، و داعبها، و لك في رسول الله أسوة حسنة، فقد كان عليه الصلاة و السلام سهلا، هينا، لين العريكة، و كان يداعب زوجاته – رضي الله عنهن -، و قد سابق أمنا عائشة – رضي الله عنها – مرتين، و كانت آخر وصاياه عند وفاته :" الله الله في النساء، فإنهن عوان لكم، أخذتموهن بأمانة الله، و استحللتم فروجهن بكلمة الله " . فاتقوا الله أيها الرجال في النساء، و ارفعوا الظلم عنهن، آباء كنتم أم إخوة أم أزواجا، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة .
منقوووووووووول
مصطفى مشرف
عدد المساهمات : 467 تاريخ التسجيل : 05/02/2010
موضوع: رد: هن المؤنسات الغاليات الأربعاء 12 مايو 2010, 19:28
جوهر البستان مشرف
عدد المساهمات : 634 تاريخ التسجيل : 25/02/2010
موضوع: رد: هن المؤنسات الغاليات الأربعاء 12 مايو 2010, 19:42